لحظات انكسار .. هو شاب

كتب لي يروي قصة حياته و كفاحه النبيل في الحياة لكي يتعلم وسط صعوبات حياته العديدة التي اضطرته لكي يؤمن لنفسه لقمة العيش أن يشتغل في بعض فترات حياته و هو طالب بالمدرسة الثانوية كبائع سمك جوال يتجول في الشوارع في الصباح الباكر مناديا على بضاعته الرخيصة من السمك و يبيعها لربات البيوت فيحقق ربحا صغيرا و يعود إلى بيته فيحمل كتبه و يتوجه إلى المدرسة ..

و ظل على هذا الحال حتى نجح بتفوق في الثانوية العامة و التحق بكلية الطب و اكتشف أن ربحه الزهيد من بيع السمك لا يكفي لمتطلبات الدراسة الباهظة فعمل موزعا لأنابيب البوتاجاز لدى صاحب توكيل أشفق على ظروفه و استأمنه على عدد من الانابيب يطوف به الشوارع كل صباح و يصعد إلى الشقق و يحصل على رزقه البسيط فيخلعى الأوفرول الأزرق الذي يرتديه فوق ملابسه و يتوجه إلى الكلية ..

و في الكلية تلحظ عليه طالبة زميلة له أنه مجهد دائما و مهموم بهموم غامضة فتقترب منه و تعجب بشخصيته الجادة الأمينة و بتفوقه الدراسي رغم ما يبدو عليه من تقشف واضح في حياته ..

و يتعاونان معا في الدراسة و تتحدث الفتاة إلى أمها عن اعجابها بزميلها الجاد في الكلية ..

ثم يجيء يوم يطوف فيه الشاب بأنابيب البوتاجاز بشوارع حي جديد لم يكن يدخله من قبل ..

فيسمع نداء ربة بيت من إحدى العمارات و يصعد إليها في الدور الثالث حاملا الأنبوبة الجديدة و هو يرتدي ( أوفرول ) و يدخل المطبخ و يفك الانبوبة الفارغة و يركب الأنبوبة الجديدة ..

ثم يخرج حاملا الانبوبة الفارغة على كتفه و يستدير ليحاسب ربة البيت على أجره فيجد وراءها فتاته زميلة الكلية تنظر إليه في دهشة و تلتقي عيناه بعينيها في لحظة قاسية يشعر فيها بخجل مؤلم فيضطرب و يرتبك و يمد يدا مرتعشة ليتقاضى اجره و يهرول نازلا الدرج و هو لا يشعر بما حوله ..

فما أن يأمن عيون زميلته و امخا حتى تنفرط من عينيه دمعة ساخنة تلخص كل معاناته في لحظة انكسار مؤلمة لانسان لا ذنب له في ظروفه القاسية .

أما لحظة الكرامة و الالنتصار جاءت بعد ذلك بعدة سنوات فقد تمسكت به الفتاة رغم ظروفه في البداية لكن أسرتها رفضت ارتباطها به بعد تخرجه بإصرار لعجز إمكانياته المادية ..

و ضعفت مقاومة الفتاة فاستسلمت و تزوجت رجلا آخر يملك كل إمكانيات الزواج و بحث الطبيب عن مستقبله في مكان آخر غير المدينة القاسية فاستقر به المقام في قرية صغيرة في أقصى الجنوب افتتح لنفسه عيادة صغيرة و اتخذ منها عيادة و مسكنا ..

عاش حياته راضيا بين أهل القرية حتى فوجئ ذات يوم و بعد ست سنوات من تخرجه بفتاته السابقة تقف أمامه في العيادة و تسأله هي هذه المرة في ( انكسار ) : هل ما زلت ترغبني ؟

و يعرف أنها قد طلقت من الزوج الثري بعد عامين من الزواج تحملت فيهما ما لا تطيقه و بعد مراجعة طويلة لحياتها و مشاعرها بحثت عن حبها الوحيد الذي عرفت عنوانه الجديد من اهله و قررت أن تصحح خطاها القديم و ترتبط بمن لم تحب غيره .

و لا تمضي الليلة إلا و يكون الطبيب الشاب قد عقد قرانه عليها و تتحول لحظة الانكسار القديمة ..

إلى لحظة انتصار للحب .. و الكرامة الانسانية .. و الشباب .

قصة في قمة الروووعة

شكرا الك كتير

قصة جميلة تقبلي مروري :) :)

» لحظات انكسار .. في المقهى
» لحظات انكسار .. قصة أمريكية
» لحظات انكسار .. القاهرة بعد منتصف الليل
» لحظات انكسار .. في رائعة نجيب محفوظ الثلاثية
» في لحظات