رؤى في عيون الشباب والشابات من حيث الطلاق :

لقد كثرة في الأيام الأخيرة أعداد الشباب والشابات في مختلف المراحل العمرية القادرة على الزواج , وهي مرحلة تزداد في التطبيق على المجتمعات وليس في مجتمع دون الآخر , وفي بعض الأحيان يلقي باللائمة على مجمع معين دون سواه , لكن الجميع منخرط فيه بشكل ملفت للنظر دون دراية , وإن كانت الدراية موجودة فقد يكون الانتباه مصدود .

أن الطلاق عزيزي الشاب والشابة ليس وليد الساعة واللحظة بل أخبرنا الله جل جلالة عنه وبينه ووضح معانيه ...وها نحن اليوم نراه بيننا وبكثرة ... لا تجلس في مكان إلا وتسمع بأن فلان قد طلق زوجته التي ما إن مكثا في زواجهم الشهرين والثلاثة ... هذا ما يفسر بأن حدوث الطلاق أصبح بالسرعة ولا المسؤولية في التمكن من دراسة الوضع الذي يجب أن يتفهماه وهو الحياة الزوجية .

لقد عاصر الإنسان حياته منذ القدم هذه الفطرة ( الزواج ) وهذه سنة الله على عباده , ولكن الحقيقة هنا تستلزم أن يقف الشاب وهو الفرد المؤسس الأول لمعالجة هذه الحالة .

في السنوات السابقة والتي يتكلم عنها الأجداد ويضربون فيها الأمثال ... كان الطلاق موجود بينهم وكان كثير جدا .. لكن وجدت السرية التامة في أخذ القرار وتطبيقه , وكانت المرأة أيامها لا يعل بطلاقها إلا أهله وأهلها والجيران لكلا البيتين , وكان الجيران عندما يسمعون عن ذلك يتوخون إدراج هذه السيرة على لسان العامة ويقتصرونها فقط لمن يهمه هذا الأمر .

أما اليوم فيدخل كل من هب ودب والصالح والطالح في هذا الموضوع ويسبب الإحراج لكلا الطرفين مما يساعد على تفاقم الحالة وعدم استقرارها .

إن الحكمة في اتخاذ لمثل هذه التصرفات يجب أن تؤخذ وتوزن بميزان التسامح والشروط التي نظمها لنا ديننا الحنيف قبل إصدار أي كلمة لا تحب أن تسمعها وهي الكفيلة بتدمير حياتكم الزوجية .

التسرع عزيزي الشاب في الطلاق حكم لم تكن أن تطبق بنود الزواج الأولى إلا وطلبت نهايتها والبنود الأولى معرفك بتلك الشابة من حيث دراسة نفسيتها وما تحبه وتكره هكذا أنت تحب أن يعاملك ممن معك أقدم انت عليه أول ومن ثم أطلبه ليكون بداية منك .

لقد أصبحت الأسرار الزوجية في هذه الأيام سلعه عند البعض في العرض والطلب ليس من قبل الزوجين ... ولكن عن طريق المقربين منهم وذلك بواسطة الأهل وأصدقاء الأهل .

هذه حياة خاصة بينكم لا ينام أحدكم ليلته إلا ورأسه مقارب رأس الآخر وتحلوا مشاكلكم بهدوء وتتفهموا معنى هذه الحياة التي تعيشونها ... إنها حياة التضحية والفداء من أجل أجيال وليس لتحقيق نزوات شخصية والانتهاء منها .
للحياة التي نعيش فيها لها ضغوطها ولا تخلو حياة دون ذلك ..ولكل مكان وزمان شعبه ومكانته .. فلا تحكم على أشخاص دون أشخاص وتقل أنهم متفهمون ونحن غير متفهمون لهذا .

اليوم البعض صار عبداً للدينار والدرهم وهذا أمله الوحيد دون سواه وصار العمل مظاهر أما الناس لا حرفة وصار الزواج إرادة غير مرغوب فيها لا عشرة .

لنكن مخلصين عندما نفكر بالزواج وإن نقول لأنفسنا بأننا دائمون مهما حصل بيننا ... لتأخذكم العزة على عدو الله وعدو المسلمين وهو الشيطان الرجيم في عدم الفراق بينكم وتحققون إرادة الله لكم بأن تكون الحياة بينكم نعيما .
قال تعالى : قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ [الأعراف : 18]

وقال تعالى : َا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ [الأعراف :

27] .