البحـــــــــــــــــــــــر ..

الأمواج وصلت قدميها .. فأرسلت جسدها برودة و رعشة .. لكنها رغم ذلك لم تفتح عينيها لمراقبة مشهد البحرو الأمواج .

كانت في عالم آخر .. منعزلة تماما عن هذا العالم .. يرتجف جسدها مرة و يسكن مرة .. تمد ذراعيها إلى الامام .. ثم تلف جسدها بيديها و تعتصره بقوة .. فتؤلم قلبها و تكسره .. كان بجوارها طاقة ورد ملونة .. شعرها يتطاير بجنون معاركا الريح .. ليبرز وجها حزينا خائفا .. ثم ينام على كتفيتها برحيل هبة الريح الجامحة .

ها هو البحر كعادته يراقب شاطئه .. و يتفرس النظر في الأفق .. فيرى مشهد الفتاة الجالسة على الكرسي الخشبي و كيف كانت ترتجف .. ناداها .. لم تسمعه .. حتى أنها لم تكن تراه .. عيونها كانت مغمضة .. أراد أن يسالها و يعرف قصتها أن يدخل إلى داخلها لعله يستطيع التخفيف عنها و مساعدتها لكنه كان عاجزا بلا ارجل .. غضب .. ثار .. ضرب الصخر بيديه .. استمطر الغيوم بعينيه .. فاض و فاض شرب الرمل .. أراد أن يفعل شيئا و لم يستطع .. بكى و صرخ .. تعب .. استلقى و استكان .. ضربته أشعة الشمس .. فالتمع جبينه .. كالآلى و فاض قلبه بالزرقة و الحب .

عندما فتحت الفتاة عينيها .. و أطلقتهما باتجاه صفحة البحر و ما كانت إلا ثوان حتى اجشهت بالبكاء .. و صرخت صرخة مزقت قلبه و كسرت وحدته .

فجأة هدأت الفتاة و توفقت عن البكاء .. و كان دموعها قد نفذت .. أدرات ظهرها للبحر و غادرته .. رمقها بعينيه ..
ناداها بأمواجه .. أرسل وراءها طيور النورس .. حلقوا في رأسها .. طلبوا منها البوح بالمها و عذابها , و لكنها لم تابه لهم , و رجعوا إلى بحرهم و رجع هو بالخيبة و الانحسار .. فجأة توقفت الفتاة و استدارت باتجاه البحر عائدة إليه .. حملت طاقة الورد الملونة التي تركتها قابعة على الكرسي الخشبي , و اقتربت من البحر و دخلت الماء حتى وصل إلى ركبتيها .. أرادت الاعتذار عن تجاهلها لمشاعره .. ثم ألقت الورود إليه .. فقفز في الهواء و تلقاها بكل حب و ود .. ابتسمت له و لوحت بيدها أراد أن يعانقها و يشكرها .. و انشرح صدره عندما رآها تبتسم .. خرجت من الماء كانت تتلفت إلى الوراء و تلوح له .. فيتبعها بأمواجه بعينيه .. غابت بعيدا و لم يعد يراها .. و انحسر يلملم ورودها و يشتم رائحتها لعله يشعر بشيء من الدفء و الحب ..

يا سلااااااام

تعبير كتير كتير حلووو

شكرا الك حبيبتي

موفقة

عيونك الحلوين حبيبتي

شكرا كتير الك عالمرور اللطيف حبيبتي