الحمد لله رب المشارق والمغارب..
خلق الإنسان من طين لازب..
ثم جعله نطفة بين الصلب والترائب..
خلق منهُ زوجهُ وجعل منهما الأبناء والأقارب..
تلطف به فنوع له المطاعم والمشارب..
وحمله في البر على الدواب..
وفى البحر على القوارب.
نحمده (تبارك وتعالى) حمد الطامع في المزيد والطالب.
ونعوذ بنور وجهه الكريم من شر العواقب..
وندعوه دعاء المستغفر الوجِل التائب..
أن يحفظنا من كل شرِ حاضر أو غائب.
ونشهد أن لا إله إلا الله القوى الغالب..
شهادة متيقن أن الوحدانية لله أمر لازم وواجب.
فهذه سلسة مباركة تعرفنا بصحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم
الصحابة اللذين جاهدوا بأموالهم وانفسهم في سبيل ان يصل إلينا هذا الدين كاملا،وهم من تركوا الاموال
والأولاد ليبتغوا نصرة دين ربهم، فهم خير من مشي فوق الأرض بعد الانبياء والرسل
فمهما قلنا فيهم فلن نوفيهم حقهم.
العشرة المبشرون بالجنة
علي إبن ابي طالب
علي بن أبى طالب [رضي الله عنه] هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وهو أول هاشمي من أبوين هاشميين، وبنو هاشم اشتهروا بالنبل والشجاعة والقوة والنعمة والإحسان والذكاء. وهو ابن عم الرسول [صلى الله عليه وسلم] ، وأول من أسلم من الصبيان حيث كان في العاشرة من عمره وهو أبو الحسن والحسين [رضي الله عنهم] سيدا شباب أهل الجنة وقد تزوج من السيدة فاطمة الزهراء"رضي الله عنها" بنت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ، وقد تربي في بيت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وقد ولد في داخل الكعبة وحين أذن الله تعالي لرسوله ومصطفاه [صلى الله عليه وسلم] بالهجرة إلى المدينة بذل نفسه فنام في فراش رسول الله [صلى الله عليه وسلم] مضحيا بنفسه وروحه فحسبته قريش رسول الله [صلى الله عليه وسلم] .لقد كان هذا الموقف فدائياً فلما علمت قريش أنها خدعت قامت بإيذائه ولم يبال بهم وراح يرد الأمانات التي وكله رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بردها إلي أصحابها قبيل أن يهاجر ويلحق برسول الله [صلى الله عليه وسلم] بالمدينة.
غزوتي بدر وأُحد
فى غزوة بدر صاح حامل لواء المشركين أبو سعد بن أبي طلحة قائلاً :((هل في المسلمين من مبارز؟)) فخرج له علي [رضي الله عنه] وتبارزا فضربه ضربة واحدة فسقط على الأرض ولكنه لم يقتله وبعد انتهاء القتال اقترب الرسول [صلى الله عليه وسلم] من علي [رضي الله عنه] وراح يساعد في تضميد جراحه الكثيرة.
وبعد النصر والبطولة في غزوة بدر كانت غزوة أُحد وحين سقط اللواء من يد مصعب بن عمير دعا الرسول [صلى الله عليه وسلم] علياً ليحمل اللواء وحمل علي [رضي الله عنه] اللواء بيده ويده الأخرى كانت قابضة علي السيف الذي كان يسمى "ذو الفقار".
غزوة الخندق
وفى غزوة الخندق نادي عمرو بن ود علي المسلمين:((مَن يبارزني؟)) وعمرو بن ود"فارس قريش" فقال علي [رضي الله عنه] :((أنا أخرج له يا رسول الله)) فأجلسه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فنادي عمرو بن ود مرة ثانية ساخراً :((هل من رجل يبارزني؟ أين جنتكم التي تدعون أنكم سوف تدخلونها إذا قُتلتم؟ لماذا لا تُخرجون لي رجلاً يدخل تلك الجنة المزعومة؟)). فقال علي [رضي الله عنه] :((أنا له يا رسول الله والرسول)) والرسول يقول له:((اجلس يا علي إنه عمرو بن ود)) فيرد علي واثقاً بصر الله وشجاعته في ثالث مرة:((أنا أقدر عليه)) فأذن له رسول الله [صلى الله عليه وسلم] . فلما نظر إليه عمرو بن ود استصغره فقال له:((إنني أكره أن أقتلك)) ولكن علي قال له:((إنني أدعوك إلى دين الله الحق أو أن ترجع إلى بلادك)) فسخر منه عمرو بن ود وقال((أجبناً منك؟! ما تعرض علي إنني أكره أن أقتلك)) فقال له علي:((ولكني والله أحب أن أقتك)) واقترب منه علي وضربه فقتله وسمع الرسول [صلى الله عليه وسلم] والمسلمين تكبيرة علي .
علي صاحب راية فتح خيبر
إنه صاحب الراية الذي يفتح الله عليه يوم خيبر فقد فتح على يديه حصن"ناعم" الذي هو أقوى حصون خيبر .
أبو بكر وعلي
وبعد وفاة الرسول [صلى الله عليه وسلم] , كان أبو بكر يستشيره في عظائم الأمور وكان يقول له:((أفتنا أبا الحسين)). كذلك كانت مكانته عند الفاروق عمر وكان يقول له:((لولا علي لهلك عمر)). وأيضاً كان كذلك عثمان [رضي الله عنه] .
خلافته
وبايع الناس علياً بالخلافة بعد مقتل عثمان [رضي الله عنه] وهم يقولون له:((نحن لا نرى أحداً أحق بالخلافة منك)) فبايعه الأنصار والمهاجرون وتخلف عن مبايعته نفر .
تقواه وورعه
لقد أفرغ بيت المال وقسمه على المستحقين وأمر فغسل بيت المال بالماء وقام فصلى ركعتين, وكان المعنى من هذا زهده وتواضعه أراد أن يبدأ عهده بأن يعرف الناس أن الآخرة هي خير وأبقى كما رفض أن يسكن في قصر الإمارة, كان الإمام علي يمشي في أسواق الكوفة ـ وهو الخليفة ـ فيساعد الضعيف ويعين الشيخ المسن فيحمل عنه حاجته, فإذا ما قال له أصحابه:((عنك يا أمير المؤمنين)) يقول:((قال تعالى"تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين")). ويشتري طعامه وحاجات أهل بيته ويرفض أن يحملها عنه أحد وكان يلبس ثوباً زهيداً ويركب حماراً وقد تدلت على جانبيه ساقاه, وقد وصفه خامس الخلفاء الراشدين"عمر بن عبد العزيز" فقال عنه:((كان الإمام علي [رضي الله عنه] أزهد الناس في الدنيا)) .
عدله وسماحته رضي الله عنه
الإمام علي [رضي الله عنه] وجد درعه عند رجل نصراني فذهب معه إلى القاضي يحتكما إليه وقال له:((إنها درعي ولم أعطها له لا هبة ولا بيعاً ولكن هذا الرجل يدعي أنها ملكه هو)) فقال القاضي شريح لأمير المؤمنين:((ولكن يا أمير الؤمنين هل عندك بينة؟)) فتبسم علي [رضي الله عنه] وقال للقاضي:((لقد أصبت فإنه ليس لدي بينة)) فحكم القاضي بالدرع للرجل النصراني فأخذها الرجل ومضى, ولكنه عاد يقول:((والله أن هذا لأحكام الأنبياء وإنها والله حقاً لأمير المؤمنين وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذا الدرع هي درع أمير المؤمنين)). فقال له علي [رضي الله عنه] :((والدرع هبة مني إليك)) وحسن إسلام الرجل .
ثقافته وعلمه
والإمام علي [رضي الله عنه] وصف بأنه كان نابغاً في الأدب والبلاغة والفقه والشريعة بل إنه كان أقضى أهل زمانه وأعلمهم بالفقه وإخراج الأحكام من القرآن والأحاديث .
الشهيد أبو الشهداء
واستشهد البطل والخليفة والإمام خرج ينادي لصلاة الفجر فخرج عليه عبد الرحمن بن مُلجم من الخوارج وكان قد اتفق مع اثنين على قتل الإمام علي ومعاوية بالشام وعمرو بن العاص بمصر . وكان السيف مسموماً فطعنه به .وحُمل علي [رضي الله عنه] إلى داره فطلب منه حامليه أن يرجعوا إلى المسجد ليصلوا صلاة الفجر ثم يعودوا إليه وحين رأى قاتله والناس ممسكة به قال لهم:((لا تقتلوا بي سواه إن الله لا يحب المعتدين أحسنوا إليه وأكرموه فإن عشت فأنا أولى بدمه قصاصاً أو عفواً وإن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين)) , ثم إن الناس ألحوا عليه أن يستخلف ابنه الحسن وهم يقولون له:((ماذا تقول لربك إن لقيته دون أن تستخلف علينا؟)) فقال:((أقول له جل شأنه: لقد تركتهم كما ترك رسولك الكريم المسلمين دون أن يستخلف عليهم)) .
من أقوال الإمام علي رضي الله عنه
لقد كان الإمام [رضي الله عنه] علي يتفجر العلم من جوانبه والحكمة كما وصفه ضرار الكناني.
** ومن أقواله المأثورة**
أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه
معلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم
إياك وصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك
إياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب إليك البعيد ويبعد عنك القريب
العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد موته
وضيعة المال تزول بزواله
العلم يحرسك وأنت تحرس المال
***رضي الله عن الإمام علي بن أبي طالب وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***