لحظات انكسار .. في رائعة نجيب محفوظ الثلاثية

و في جزئها الأوسط قصر الشوق استغرق الطالب الشاب كمال عبد الحواد في حب عايدة شقيقة صديقه حسين شداد حبا عذريا عفا صامتا ملك عليه كل حواسه حتى رفع فتاته في مخيلته إلى مصاف الملائكة الذين لا يعرفون صغائر البشر فتزلزل كيانه حين أفسد صديق له اسمه حسن علاقته البريئة بها بوشاية كاذبة ..

فاختفت الفتاة من مجلس أصدقاء شقيقها و كابد كمال العذاب ألوانا ..

و ترصدها ذات يوم عند خروجها من فيلا أسرتها و حدثها بامره مدافعا عن نفسه يائسا من اي امل في منافسة صديقه حسن ابن المستشار في الفوز بقلب الفتاة التي تتطلع للزواج منه فيعرف منها انها قد علمت ببراءته منذ فترة و مع ذلك لم تكلف نفسها عناء اعلان العفو عنه ..

و يتأكد له ما كان يشك فيه و هي أنها حرمته صداقتها امتثالا لرغبة صديقه حسن فيختنق صدره بالاحساس بعجزه و هوانه عليها و هزيمته في المقارنة بينه و بين حسن من كل الوجوه حتى في الشكل ..

فقد عرضت ذات مرة باسمة برأسه الضخم و انفه الكبير فغرست في قلبه خنجرا داميا بغير أن تشعر ..

و استرجع كل ذلك في لقائه الاخير معها و هو يرجوها ذليسلا بان يحبها دون أن يطالبها بأي مقابل من جانبها لهذا الحب و يقول لها متألما :

لا تذكريني بما لا احب سماعه فإني في غنى عن ذلك ..

لن أنسى راسي لأني احمله ليل نهار و لا انفي فأني أراه مرات كل يوم لكن عندي شيئا لا نظير له عند الآخرين .. إني فخور به و يجب أن تكوني فخورة به أيضا و لو زهدت فيه !

و لا تمضي أيام على هذا الاستجداء المؤلم حتى يعلن له شقيقه حسين خطبة عايدة إلى حسن ..

و يشعر بالنار تلسع احشاءه ..

فيجد نفسه أمام هذا الخبر ( كما يجد انسان نفسه تحت الترام و خفق قلبه خفقة قاسية كسقطة طيارة منطلقة في فراغ هوائي ) .

و ما اكثر لحظات الانكسار في حياة الإنسان و ما أكثر مرارتها ...

شكرا الك كتير حبيبتي

دمتي متألقة

يا هلا فيكي حبيبتي

شكرا كتير الك عالمرور الرائع متلك

» لحظات انكسار .. هو شاب
» لحظات انكسار .. في المقهى
» لحظات انكسار .. قصة أمريكية
» لحظات انكسار .. القاهرة بعد منتصف الليل
» في لحظات