لحظات انكسار .. قصة أمريكية

كان ( فيتوريو ) يحلم بأن يعمل ممثلا فترك بلدته الصغيرة و سافر مع زوجته الشابة إلى المدينة يبحث عن مستقبله فيها و أقام في غرفة مفروشة ..

و بحث عن فرصة عمل بأحد مسارح المدينة فلم يجد و اضطر للعمل كجارسون في مطعم و واظب على تلقي دروس التمثيل و التردد على مكاتب الوكلاء الفنيين باحثا عن دور صغير في اية مسرحية ..

و زوجته تشاركه حياته الجافة بدخله القليل ..

و تنتظر بصبر أن يحقق نجاحه لكي يوفر لها حياة لائقة بها لكن الفشل يلازمه ..

و السنوات تمر بلا أدنى بارقة امل في النجاح و الأمان .

و تضيق الزوجة الشابة بحياتها الجافة الخالية من كل مباهج الدنيا و تطالب زوجها بالاعتراف بفشله و العودة معها إلى بلدتهما الصغيرة ليعمل في وظيفته السابقة و يوفر لها الحد الأدنى المقبول من الحياة ..

و الزوج لا يريد التنازل عن أحلامه ..

و يأمل أن ينجح حبهما في الصمود لصعوبات الطريق ..

ثم يعود ذات مساء بارد إلى غرفته فلا يجد زوجته فيها و لا يجد ملابسها ..

و إنما يجد رسالة منها تبلغه فيها أنها لا تستطيع أن تتحمل المزيد و أنها عادت إلى بلدتهما و تنتظر منه أن يبدأ اجراءات الطلاق ..

و ينهار الزوج باكيا و هو يمسك برسالتها و تسود الدنيا أمام عينيه ..

لكنه رغم ذلك يعفي زوجته من اللوم و يسلم لها بانها قد تحملت معه الحرمان طويلا و يوافق على طلاقها متالما و شاعرا بالعجز و الهوان و يواصل الحياة في المدينة و السعي وراء هدفه الذي لا يحيد عنه .

و تتجهم الدنيا في وجهه أكثر فأكثر بعد هجر زوجته له و كلما لاح له أمل قريب في أن يبدأ خطوته الأولى على الطريق تبدد الامل فجأة قبل أن يتحقق ..

و مع ذلك فهو لا ييأس و لا يستسلم و بعد ثلاث سنوات من هجر زوجته له كان في المطعم يؤدي عمله و هم بالخروج من المطبخ حاملا أطباق الطعام إلى أحد الزبائن فلمح على إحدى الموائد زوجته السابقة تجلس مع رجل متوسط العمر و هي ترتدي فستانا جميلا ..

و تضع جاكيت الفرو الثمين بجوارها على المقعد الخالي فتسمرت قدماه أمام المشهد ..

و أحس بضربات قلبه تتسارع ..

و قطرات العرق تنز من جبهته ..

و لمحه زميل له و سأله عما به فأشار إلى ناحية المائدة و قال له أنها زوجته السابقة التي لطالما أحبها لكنها لم تحتمل جفاف الحياة معه و هجرته و يبدو أنها قد نعمت بالحياة المريحة التي أرادتها مع هذا الزوج الجديد ..

و نظر إليه بإشفاق و عرض عليه أن يعفيه من خدمة مائدة زوجته السابقة التي تقع في المربع المخصص له و أن يقوم بدلا منه بخدمتها ..

و تردد الزوج السابق لحظات ثم استجمع إرادته و اعتذر لزميله شاكرا و قائلا له أنه يفضل أن يواجه الموقف المحرج بدلا من الهروب منه ثم سحب فوطته و وضعها على ذراعه الأيسر كما يفعل الجارسونات و تقدم من المائدة في خجل و بادر من يجلسان إليهما بالتحية المعتادة : مساء الخير يا سيدي ..

مساء الخير يا سيدتي .. ماذا تطلبان ؟؟

لحظة الانكسار التي احسستها في موقف هذا الزوج السابق ليست فقط لحظة المواجهة المحرجة ..

لكنها أيضا اللحظة التي أمسك فيها برسالة زوجته الهاجرة و راح يقرأها و سحب الحزن و الألم تتكثف داخله بلا رحمة ..

و هي أيضا اللحظة التي راح يرقب فيها زوجته السابقة و هي تجلس إلى المائدة مع رجل آخر حقق لها ما عجز هو عم أن يحققه لها من الامان و الحياة المقبولة و المظهر الكريم ..

فراح يغالب احساسه المؤلم بالعجز و الخجل و ضآلة الشأن ..

قبل أن يقرر مواجهة الموقف بواقعية بدلا من الهروب منه .

مع انو الموقف صعب

بس كان التعامل معو بشكل قوي وجريئ

شكرا الك كتير حبيبتي

موفقة

اي صح

شكرا كتير الك حبيبتي عالمرور المميز متلك

» لحظات انكسار .. هو شاب
» لحظات انكسار .. في المقهى
» لحظات انكسار .. القاهرة بعد منتصف الليل
» لحظات انكسار .. في رائعة نجيب محفوظ الثلاثية
» في لحظات